نظم معهد المواطنة وإدارة التنوع في مؤسسة أديان بالشراكة مع المنظمة النرويجية ستيفانوس آلاينس إنترناشونال، المؤتمر الإقليمي حول حرية الدين والمعتقد في فندق جيفينور روتانا-بيروت، يومي 28 و29 نيسان/أبريل، بحضور ومشاركة مجموعة من ناشطي/ات مجتمع المدني، وقادة دينيون، وخبراء وخبيرات قانونيون، وصحافيون/ات، وصناع السياسات والقرار، ومنظمات دولية تعنى بحرية الدين والمعتقد من لبنان وسوريا والمغرب والجزائر وتونس ومصر والسودان واليمن وفلسطين والأردن والعراق والإمارات.
في كلمة افتتاحية قالت رئيسة مؤسسة أديان د. نايلا طبارة: “يجمع هذا المؤتمر المدافعين والمدافعات عن حرية الدين والمعتقد بهدف إنشاء شبكة دعم إقليمية حول الموضوع تضم أفرادًا يؤمنون بحق كل شخص أن يؤمن أو لا يؤمن، وأن يمارس الطقوس أو لا يمارس، وأن يفسر الدين أو المعتقد بما يمليه عليه ضميره”، وفي الحديث عن الآمال من المؤتمر أشارت طبارة إلى الأمل “أن يكون هذا المؤتمر مثمرًا ليس فقط من الناحية الفكرية ومن ناحية العلاقات والتشبيك ولكن أيضًا من الناحية العملية باقتراح توصياتٍ ملموسة وخطوات تنفيذية تتعلق بسياسات حرية الدين والمعتقد في المنطقة وبإنشاء شبكة دعم إقليمية للتعاون وتأييد حرية الدين والمعتقد والدفاع عن جميع من يعاني من انتهاك هذا الحق”.
شكرت طبارة الجهات والمؤسسات الشريكة في محاور المؤتمر: مجموعة حقوق الأقليات، للشراكة في جلسة “حرية الدين والمعتقد وحقوق الأقليات والجماعات غير الدينية وغير المعترف بها”، وحركة مساواة وAct كنيسة السويد للشراكة في جلسة “قوانين الأحوال الشخصية وانتهاكات حقوق النساء في منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا”، ومؤسسة سمير قصير وجمعية Louder والمركز الخليجي لحقوق الإنسان للشراكة في جلسة “قوانين الردّة والتجديف والازدراء”، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة للشراكة في جلسة “حرية الدين والمعتقد في أزمنة الحروب والأزمات”.
ثم كانت كلمة لسفيرة النرويج في لبنان هيلدا هارالستاد أشادت فيها بدور أديان في العمل على حرية الدين والمعتقد ومواضيع أخرى بالتعاون مع السفارة النرويجية ومؤسسات نرويجية رسمية معنية، وقالت: “يجب علينا أن نذكر أنفسنا بأن الأسباب الجذرية لانتهاكات حرية التعبير والتجمع معقدة. ونادرًا ما تنجح الاستراتيجيات المنفردة لإصلاحها على المدى الطويل. ونعتقد أن التدخلات الداعمة لهذه الحرية يجب أن ترتكز بشكل مدروس ومركزي على إطار أوسع لحقوق الإنسان. كما يجب أن تتمتع هذه التدخلات بقاعدة راسخة ومسؤولية محلية قوية”.
سعى المؤتمر إلى تحقيق عدة أهداف كتعزيز التعاون الإقليمي بين الفاعلين لتفعيل حرية الدين والمعتقد وحمايتها، وتسهيل النقاش والحوار حول الأفكار الإقليمية الرائجة، وإستراتيجيات العمل المشتركة، ومعالجة التحديات الموضوعية والمفاهيمية المستعرَضة، للتعلم من أفضل الممارسات والدروس والأمثلة، إشراك صناع السياسات والقرار والقادة الدينيين والإعلاميين والأساتذة وناشطي المجتمع المدني، في تقديم وسائل لحماية حرية الدين والمعتقد ضمن أطر العمل المحلية والوطنية، بالإضافة إلى التأثير على التغطية الإعلامية والمنحى العام، لتعزيز تأييد حرية الدين والمعتقد في المنطقة.
خلال أعمال المؤتمر، وفي جلسات متنوعة، جرى التركيز على مواضيع مختلفة، منها:
استكشاف أهمية الاعتراف بكافة المجموعات الدينية، وبحقّها في حرية الدين والمعتقد، وبوجودها الأساسي وسلامتها، وغيرها من الحقوق الأخرى.
عرض وقع قوانين التجديف والردّة وازدراء الأديان على حرية الدين والمعتقد، وعلى غيرها من الحريات، لا سيما حرية التعبير وحقوق الأقليات والحقوق المدنية والسياسية.
التدقيق في قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بالرجال والنساء والأطفال، وفي تقاطعها مع حرية الدين والمعتقد.
تحليل الردود المحتمَلة على انتهاكات حرية الدين والمعتقد في الحروب والأزمات، وتحليل أدوار الفاعلين المختلفين ووجهات نظرهم، في حماية حرية الدين والمعتقد ورعايتها في المنطقة.
شكل هذا المؤتمر منصة فريدة من نوعها، للحوار والعمل وتصويب الأفكار والمفاهيم الرائجة والتحديات الأساسية الإقليمية، ووفر فرصًا لتقدم حرية الدين والمعتقد وتطويرها. إضافة إلى ذلك، يساعد هذا الحدث على إنشاء شبكة إقليمية لحرية الدين والمعتقد، وقدم تقريرًا حديثًا عن منصة “بِحُرِّيّة” (bihorriya.com)، باعتبارها أداة أساسية وضرورية للنقاش.