تحت شعار “لبنان يبنيه تضامن بنيه”، نظّمت مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية إفطارها الرمضاني السنوي للرجال بتاريخ 18/03/2025 في قاعة الاحتفالات Seaside Pavilion في واجهة بيروت البحرية الجديدة

تحت شعار “لبنان يبنيه تضامن بنيه”، نظّمت مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية إفطارها الرمضاني السنوي للرجال بتاريخ 18/03/2025 في قاعة الاحتفالات Seaside Pavilion في واجهة بيروت البحرية الجديدة في وسط مدينة بيروت، بحضور كل من:

– دولة رئيس مجلس الوزراء القاضي الاستاذ نواف سلام

– دولة رئيس مجلس النواب ممثلاً بالدكتور ياسين جابر

– سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان

– دولة الرئيس نجيب ميقاتي

– دولة الرئيس حسان دياب

– دولة الرئيس تمام سلام

– دولة الرئيس فؤاد السنيورة

– دولة الرئيس سعد الحريري ممثلا بالاستاذ أحمد الحريري

– الخوري انطوان عساف ممثلا راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر

– سيادة المطران حنا علوان ممثلا غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

– سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى ممثلا بالشيخ غاندي مكارم

-الوزراء الحاليون

– وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار

– وزير العدل عادل نصار

– وزير الاقتصاد عامر البساط

– وزير الصناعة جو عيسى الخوري

– وزير الاعلام بول مرقص

-الوزراء السابقون: وليد الداعوق، نهاد المشنوق، فريج صابونجيان، محمد شقير، فراس ابيض، أمين سلام، طلال المرعبي، ناظم الخوري، موريس صحناوي، ابراهيم ضاهر، حسن منيمنة، مروان شربل سليم جريصاتي

-النواب الحاليون: فادي علامة، اللواء اشرف ريفي، فؤاد مخزومي، ملحم خلف، عدنان طرابلسي، ابراهيم منيمنة، عماد الحوت، وليد البعريني ، أمين شري، فراس حمدان، حسن مراد، جورج عقيص، نبيل بدر بشير الزعيم ممثلا النائب سامي الجميل،. فيصل الصايغ ممثلا وليد جنبلاط، ميشال معوض، الآن عون

– النواب السابقون: عاطف مجدلاني، ، عمار حوري، حسن منيمنة

– أمين عام رئاسة مجلس الوزراء القاضي محمود مكية

– رئيس مكتب الاعلام في  رئاسة الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا

– سعادة محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود

– رئيس بلدية بيروت الاستاذ عبد الله درويش

– قيادات السلك الأمني والعسكري وممثليهم

– العميد مازن نجار ممثلا قائد الجيش العماد رودولف هيكل

-الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد المصطفى

– مدير عام الجمارك اللواء ريمون خوري

– ممثل عن  السفير البريطاني هاميش كوويل

– ممثل القائم بأعمال سفارة دولة الامارات العربية المتحدة السيد مهند سالم الكعبي

– ممثل سفير جمهورية مصر العربية الأستاذ هاني خضر

– الوزير المفوض ونائب سفير جمهورية تونس السيد مصطفى العساكري

– مدير مكتب سفارة دولة البحرين الأستاذ فادي نصار

وحشد من الشخصيات السياسية والإقتصادية والاجتماعية، رؤساء وأعضاء الجمعيات والفعاليات الوطنية ورؤساء وممثلو الوسائل الاعلامية.

-رئيس مجلس عمدة مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأتيام الإسلامية الأتساذ عارف اليافي

-الرئيس السابق لعمدة دار الايتام الاسلامية الأستاذ فاروق جبر ومجلس عمدة دار الأيتام الإسلامية.

استهلّ الافطار بآيات من الذكر الحكيم من تلاها تقديم من قبل الإعلامية ندى عيتاني رحبت من خلالها بالحاضرين واعربت عن سعادتها بتقديم هذا الإفطار الجامع تحت شعار “لبنان يبنيه تضامن بنيه”، هذا الشعار الذي يجسد معاني الوحدة، التضامن، والعمل المشترك من أجل بناء مستقبلٍ أكثر إشراقًا لوطننا الحبيب والذي نراه  ماثلاً امامنا في هذا الافطار الذي يضم اهل بيروت والمناطق اللبنانية من مختلف الطوائف والأديان.

تلاها كلمة لرئيس مجلس عمدة المؤسسات الأستاذ عارف اليافي جاء فيها: مرفق

تلاه كلمة للمدير العام بالوكالة الاستاذ سلوى الزعتري التي مثلت مدير عام مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الاسلامية الاستاذ بشار قوتلي، وجاء في الكلمة: مرفق

اختتم الإفطار بكلمة لرئيس الحكومة القاضي الاستاذ نواف سلام  جاء فيها:مرفق

تخلل الافطار تقديم انشودين لأطفال دار الايتام الاسلامية تحت عنوان “اسماء الله الحسنى وسيدي يا رسول الله”  بقيادة الأستاذة نسرين حسني وتدريب ومرافقة كيبورد الاستاذ سعد الدين الشمعة، ومشهدية تحت عنوان “اهل الأرض” اداها اطفال نادي الفلكلور في مركز قصر الاطفال والتي تتمحور حول مسيرة التنمية والإعمار وتصوير انماط الحياة المجتمعية من تدريب رويدى الغالي، تصميم ملابس بشارة عطالله اشراف عام فوزي بوذياب

المرفقات :

  • كلمة رئيس مجلس عمدة دار الأيتام الإسلامية الاستاذ عارف اليافي
  • كلمة المدير عام دار الأيتام الإسلامية بالوكالة السيدة سلوى الزعتري
  • كلمة رئيس الحكومة القاضي نواف سلام

انتهى البيان.

رانيا زنتوت

مديرة العلاقات العامة والإعلام

03242758

الكلمات:

  • كلمة رئيس مجلس عمدة دار الأيتام الإسلامية الأستاذ عارف اليافي:

أيها الحفل الكريم،

مساء الخير جميعًا،

في هذه المناسبة الجميلة اليوم سوف اتكلم معكم من القلب والى القلب، بدي أطلب منكم أيها الحفل الكريم، تغمضوا عيونكم لَ لحظة، خدو نفس عميق، وفكروا بطفل بتحبوه، ابنكم، بنتكم، حفيدكم، واي طفل قريب منكم، اي طفل بيخلي قلوبكم كلها سعادة وامتنان، تخيّلوا ضحكتو لما بيشوفكم، نظرة عيونو البريئة وهو راكض لعندكم مليء بالثقة والأمان والاطمئنان كونكم عائلتهِ ومحبيه.

وهلق منغير الصورة، الآن فكرو بطفل آخر محروم من كل شيء ذكرته، لا عائلة لا حنان لا حضن دافئ لا حدا يهتم به. طفل وحيد مابيعرف بكرة شو مخبالو.

وهلق، صار وقت تفتحوا عيونكم

هناك آلاف الأطفال الذين يعيشون في هذه الظروف الصعبة. أطفال لا يوجد من يحتضنهم، من يعطيهم الحب والحنان، من يؤمن لهم مستقبلاً زاهراً.

لكننا في هذا اليوم، نجتمع حول هذه المائدة، ولدينا القدرة قبل المسؤولية أن نكون ذلك الضوء لهم، أن نكون ذلك الحضن الدافئ الذي سيؤمن لهم مستقبلاً زاهراً ونُشعِرُهم بالأمان.

إن ما يجعل هذا اللقاء مميزًا ليس فقط الهدف النبيل الذي نجتمع من أجله، بل أيضًا أن هذا الإفطار المبارك يجمعنا، من كل الأديان والطوائف، تحت مظلة واحدة وهي مظلّة الإنسانية. لأن الجوع لا يعرف دينًا، والحرمان لا يسأل عن طائفة، بل نحن عائلة واحدة والحب والرحمة والاحساس بالمسؤولية هي القيم التي تجمعنا.

  • كلمة المدير العام بالوكالة الأستاذة سلوى الزعتري نيابة عن المدير العام الأستاذ بشار قوتلي:

يسعدنا أن نرحب بكم في هذا الإفطار الرمضاني السنوي، حيث يجمعنا شهر الخير في أجواء من المحبة والتآخي. كما أننا اليوم لا نجتمع فقط على مائدة الإفطار، بل نجتمع في مناسبةٍ ذات رمزية خاصة، إذ يتزامن هذا الإفطار مع دخول دار الأيتام الإسلامية مئويتها التاسعة بعد المئة،  نعم انه يوم تاسيس دار  الأيتام  الإسلامية التي  وضع المجتمع اللبناني اللبنة الأولى لها، لتصبح اليوم صرحًا وطنيًا رائدًا في العمل الاجتماعي والإنساني.

منذ انطلاقتها قبل أكثر من قرن، من ميتم صغير في قلب بيروت المحروسة، توسعت الدار لتطالُ خدماتُها كافةَ فئاتِ المجتمع، الذي أنشأها واحتضَنَها ودعمَها، فبادَلَته أعمالاً خيريةً إنسانية، تُقدَّم وفق معيارٍ محدد، هو حاجةُ الفرد ومدى استفادتِه من البرامجِ والخدماتِ فيها، لا تُميّزُ بين دينٍ أو طائفةٍ أو منطقة، فاستحقَّت بذلك أن تكون منظومة اجتماعية  وطنية جامعة تمتد عبر 53 مركزًا ومجمعًا موزعين في مختلف المحافظات اللبنانية، تقدم الرعاية  الشاملة والتعليم والتأهيل والتدريب والدعم . بالإضافة إلى تنمية نمط حياة مستدام للفئات الأكثر حاجة لـ 6,000 مستفيد عبر 26 خدمة وبرنامج عمل.

حيث يتوزع  المستفيدون وفق التالي:

  • 51% منهم هم من الأيتام والأطفال الذين يواجهون الفقر المدقع والمتسربين دراسيا
  • 16% من الأسر الأكثر حاجة
  • 22% من الأشخاص ذوي الاعاقة
  • 8% في دور الحضانة
  • 3% من كبار السن

وفي إطار تقديم الدعم والخدمات المتكاملة، قمنا  في العام 2024 بـ  :

  • تقديم 2,757,000 وجبة طعام.
  • استفاد 2,055مستفيدا من برامج التعليم الأكاديمي، والتدريب والتأهيل المهني، والتعليم الجامعي، محققين نسبة نجاح 82%.
  • بلغ إجمالي المعاينات الطبية السنوية أكثر من 3,010.
  • استفاد 223 فردًا من ذوي الحاجة في القرى العكارية من خدمات وحدة الاكتشاف المبكر للإعاقة السمعية والبصرية.
  • تم معالجة 780 طنًا من الغسيل.
  • استُهلك 2,400,000 لتر من الوقود و  63,750,000 لتر من المياه.
  • دفع رواتب 730 موظف

هذه الأرقام تبرز حجم الجهد المبذول لتلبية احتياجات المستفيدين وضمان استمرارية خدماتنا الحيوية في ظل الظروف الراهنة.

السادة الكرام؛

إنّ مؤسساتِ الرعاية الاجتماعية – دار الأيتام الإسلامية، ملتزمة بدورها الاجتماعي ، محافظةً على استقلالها الإداري والمالي، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به في العمل الخيري والإنساني في لبنان. فمنذ تأسيسها، كانت شريكًا استراتيجيًا للدولة، حيث ساهمت بفاعلية في رسم سياسات الخدمة الاجتماعية ووضع استراتيجيات وطنية لعدد من الخدمات، ما جعلها عنصرًا أساسيًا في حفظ الأمن الاجتماعي وضمان الحقوق الاجتماعية للفئات الأكثر حاجة. كما كان للمؤسسات دور بارز في تخريج أجيال من الشباب والشابات الذين أصبحوا فاعلين في مجتمعاتهم، مسهمين ومؤثرين في نهضة وطنهم.

في ظل التزامها العميق بدورها الاجتماعي، واجهت دار الأيتام الإسلامية تحديات جسيمة نتيجة الأزمات المتتالية التي عصفت بالبلاد، وكان آخرها العدوان الإسرائيلي. ورغم الظروف الضاغطة، أثبتت المؤسسات مجددًا قدرتها على الاستجابة الفعالة، حيث فتحت مراكزها لإيواء 1200 نازح  ومقيم ، ووضعت خطط طوارئ مدروسة مكّنتها من تقديم الدعم الفوري لحوالي 76 ألف نازح ومتضرر، وخدمات الدعم النفسي والتنشيط لـ 3,671  مستفيد. مما عزّز قدرتها على الصمود والاستمرار رغم الصعاب.

ومع ذلك، زاد هذا الوضع من الأعباء المالية على المؤسسات، حيث بلغ إجمالي الإنفاق السنوي على البرامج والخدمات والرواتب والتشغيل في عام 2024 حوالي 10 ملايين دولار. ومع تنامي الحاجات المجتمعية وضرورة تطوير الخدمات  والبرامج لمواكبة المتغيرات ، فإنّ الموازنة المطلوبة لعام 2025 لا تقل عن 12 مليون دولار لضمان استدامة المؤسسات وكفاءة عملياتها التشغيلية والخدماتية.

حضورنا الكرام؛

إن تاريخ دار الأيتام الإسلامية  هو تاريخ الخير في هذا البلد وسجلاتها هي سجلات الخيرين من اهلها ، ولا يسعنا إلا أن تستذكر بكل وفاء العائلات والمؤسسات التي كان لها الدور الأبرز في دعم مسيرتها الخيرية. فهي باقية على عهدها وثوابتها، متجذرةٌ في ضمير كل فردٍ منكم، وراسخةٌ في وجدان اللبنانيين جميعًا. وستظل الدار ماضيةً في رسالتها الرائدة، ملتزمةً بخدمة المجتمع والعمل الإنساني والتنموي.

ومن خلال هذه المسيرة الطويلة، كان دعم أهلنا في بيروت ومن ثم توالى دعم أهلنا في المجتمع اللبناني، وكذلك في بلاد الاغتراب، العامل الأهم الذي مكّننا من الوصول إلى ما نحن عليه اليوم. ومع استمرارية خدماتنا وتوسيع برامجنا لخدمة المزيد من الفئات المحتاجة، فإننا نتطلع اليوم إلى تعزيز الدعم العربي الخيري والإنساني، الذي كان له الدور الكبير في تعزيز مسيرتنا، وتوسيع نطاق خدماتنا الإنسانية، وضمان استدامة عملنا الخيري.

وختامًا،

نود أن نشكر جميع المتبرعين  والداعمين وأصدقاء الدار  الذين وقفوا معنا وساندونا  على مر السنوات ، خاصة خلال ” تلتون شوفون بقلبك “. نحن ممتنون لكل فرد منكم على دعمكم المتواصل، الذي كان له أثر بالغ في استمرارية برامجنا وخدماتنا.

كما نوجه الشكر لكافة وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، ونخص بالذكر محطة إم تي في ممثلةً بالأستاذ ميشال المر، على التغطية الإعلامية المتميزة التي قدمتها. لقد ساعدتنا هذه التغطية في إيصال رسالتنا إلى جمهور أوسع، مما ساهم في دعم مؤسساتنا وزيادة الوعي المجتمعي برسالتنا الإنسانية

لنبقَ معًا شركاء في الخير، متكاتفين لبناء مجتمع أكثر تضامنًا وإنسانية ، وليأخذ كلٌ منا دورَهُ في إنهاضِ المجتمع، ومؤازرةِ الدار. ولكم منا ومن كل فردٍ وابنٍ وعاملٍ في دار الأيتام الإسلامية أخلص الدعاء وأسمى التقدير.

 كما نؤكد على أنّ استمرارية هذه المؤسسات واجب لن نحيد عنه، ومسؤولية نحملها بأمانة وإخلاص.. جزاكم الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

  • كلمة رئيس مجلس الوزراء د. نواف سلام

أصحاب السماحة والدولة والمعالي والسعادة،

الإخوة والأخوات،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يطيب لي أن نلتقي في هذا المساء الرمضاني المبارك، حيث تجتمع القلوب في رحاب الخير والعطاء، وتلتقي الأيادي البيضاء على مائدة الرحمة والتآخي، في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعًا: إفطار دار الأيتام الإسلامية في بيروت. إنها لحظة تعبر عن معاني التضامن والتكافل، وعن روح المحبة التي تميز مجتمعنا.

أيها الإخوة والأخوات،

إن وجودنا اليوم في دار الأيتام الإسلامية هو تجسيد لهذا المعنى السامي، حيث نقف إلى جانب أبنائنا الذين فقدوا أهلهم، لنقول لهم إننا جميعًا أهلهم، وإن هذه الدار هي بيتهم، وإن في قلوب أهل بيروت مكانًا خاصًا لهم، لأنهم جزء لا يتجزأ من نسيج مجتمعنا.

أيها الحضور الكريم،

بيروت، هذه المدينة العريقة، التي لطالما احتضنت الجميع، وحملت عبر تاريخها الطويل رسالة المحبة والانفتاح، كانت وما زالت نموذجًا للعيش المشترك، وحاضنة للقيم النبيلة التي تربينا عليها جيلاً بعد جيل.

بيروت ليست مجرد عاصمة سياسية وادارية، إنها قلب لبنان وروحه، وهي المنارة التي أضاءت العالم العربي بفكرها وحيويتها وحداثتها. إنها مدينة العلم والثقافة، التي أنجبت الأدباء والمفكرين والعلماء، وفتحت أبوابها لكل باحث عن المعرفة، ولكل ساعٍ إلى النجاح. إنها مدينة الصحافة الحرة، ومنبر الكلمة الصادقة، وموئل الفن والإبداع، حيث تنبض الحياة في أزقتها وشوارعها بكل معاني الجمال والتاريخ.

لكن بيروت ليست فقط مدينة الفكر والثقافة، بل هي أيضًا مدينة التكافل والتضامن الإنساني. كم من مرة نهضت من الأزمات، وكم من مرة أعادت بناء نفسها بروح التحدي والإرادة الصلبة. واليوم، رغم الصعاب التي تواجهها، تظل بيروت وفية لتاريخها، حاضنة لأبنائها، مشرعة أبوابها للمحتاجين، ساعية إلى الخير، متمسكة برسالتها السامية.

أيها الإخوة والأخوات،

إن دار الأيتام الإسلامية في بيروت ليست مجرد مؤسسة اجتماعية، بل هي صرح إنساني عريق تمتد جذوره أكثر من قرن، قدم خلاله خدمات جليلة للأيتام والمحتاجين، وأسهم في بناء أجيال متعاقبة من الشباب الذين أصبحوا اليوم عناصر فاعلة في المجتمع.

إن رعاية الأيتام ليست مسؤولية فردية فحسب، بل هي واجب مجتمعي، وتكليف شرعي، وعمل إنساني نبيل. ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال: “انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين”

(مشيرا بإصبعيه السبابة والوسطى)

أيها الأحبة،

إن الدعم الذي نقدمه للأيتام هو استثمار في المستقبل. فكل طفل يتيم نرعاه، وكل يد نمدها إليه، وكل فرصة تعليمية نوفرها له، هي خطوة نحو بناء مجتمع أكثر تماسكًا، وأكثر عدلا وأكثر إنسانية.

إننا ندعو الجميع إلى المساهمة في هذه المسيرة المباركة، سواء بالدعم المادي أو المعنوي، أو بالمشاركة في المبادرات التي تهدف إلى تعزيز حياة الأيتام وتطوير إمكانياتهم. فاليتيم لا يحتاج فقط إلى الطعام والشراب، بل يحتاج إلى الحب والاحتضان، يحتاج إلى أن يشعر بأنه جزء من مجتمع يقدره ويحترمه، ويؤمن بقدراته، ويفتح الأبواب أمام طموحاته.

إن كل صعوبة تحتوي على فرصة مناسبة علينا اقتناصها، وإن كل فرصة تتضمن مكامن التغلب على صعوباتها، لا بد من اكتشافها.

دعوني أقول لكم بأن عهود الفرص الضائعة ولّت، وعلينا جميعاً أن نتعاون لإنجاح فرص الإنقاذ المتاحة في هذا العهد الجديد، لنكون على مستوى الثقة التي أولانا إياها اللبنانيون في الداخل، والأشقاء والأصدقاء في الخارج، والذين لن يبخلوا علينا بالدعم والمساعدة، إذا عرفنا نحن أن نساعد أنفسنا أولاً وأخيراً.

​لن أتحدث عن برنامج أولويات لحكومتنا التي أطلقت عليها تسمية “حكومة الإصلاح والإنقاذ”، فمعالجة كل أمراض جسمنا العليل تعتبر أولوية، لذلك سنعمل بطريقة الخطوط المتوازية لنستطيع إنجاز أكثر من ملف في أسرع وقت ممكن.

فتأمين الإنسحاب الإسرائيلي أولوية، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت أولوية، وتأمين الكهرباء أولوية، والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي أولوية، واستقلال القضاء أولوية، وإصلاح الادارة اولوية، وانصاف المودعين وهيكلة المصارف وإعادة رسملتها واستجلاب المستثمرين أولوية، والتزام برنامج مساعدات العائلات الفقيرة أولوية. على أن الأولوية المطلقة تبقى للعمل على إعادة بناء الدولة، بإداراتها ومؤسساتها، وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية، كما نص عليه اتفاق الطائف. مما يشعر مواطنينا بالأمن والأمان، ويعزز الاستقرار، ويطمئن بيئة الاعمال، وهي كلها شروط ضرورية للنهوض باقتصادنا وتوفير فرص عمل لأبنائنا.

​ومن أهم مقومات الإستقرار الإجتماعي العمل بجدّية لتحقيق الإنماء المتوازن، خاصة في المناطق المحرومة تاريخياً، من عكار شمالاً إلى الناقورة والقرى المنكوبة جنوباً، وصولاً إلى بعلبك والهرمل شرقاً. نريد لأبناء هذه المناطق أن يعيشوا في كنف الدولة العادلة والقادرة على تلبية حاجاتهم الإنمائية، ويتمتعوا بحياة كريمة في مناطقهم.

​ في الشمال نستعد لتفعيل المنطقة الإقتصادية وتشغيل مطار القليعات الذي يوفر آلاف الوظائف لأبناء المنطقة. في الجنوب سنعيد إعمار القرى المهدمة بأسرع مما يتصوره كثيرون من خلال دعم ومساعدات الأشقاء والأصدقاء. وفي البقاع سنشجع الزراعات ذات الإنتاجية المميزة والمردود المالي العالي لأهلنا في محافظة بعلبك والهرمل، ليعيشوا حياة هانئة، بعيدة عن أجواء القلق والخوف التي عانت من ويلاتها أجيال وأجيال.

​وكل ذلك لا يعني أننا سنهمل المناطق اللبنانية الأخرى، التي تبقى بحاجة لوجود الدولة في يومياتها، وخاصة بيروت الحبيبة التي تعاني، وللأسف كثيرا، من تدني مستوى الخدمات فيها، بما لا يليق بعاصمة الوطن التي تحتضن مع ضواحيها نصف سكان لبنان.

   أيها الأحبة،

    وللشباب حصة كبيرة من تفكيرنا، حيث يعتبر لبنان أحد أهم الدول التي تصدر الكفاءات العلمية الشابة إلى أسواق العمل الإقليمية والعالمية. ونادراً ما نجد عائلة في لبنان تعيش مع أولادها بعد تخرجهم من الجامعات، حيث يحمل الشباب شهاداتهم بيد، وحقيبة السفر باليد الأخرى، بحثاً عن فرص عمل واعدة، وحياة آمنة ومستقرة. أن التركيز على إيجاد فرص عمل للشباب، ليشاركوا في بناء الوطن وتطوره يجب أن يكون في صميم المهمات الوطنية لأية حكومة لبنانية.

​​لقد وعدنا في البيان الوزاري لحكومتنا باستكمال تطبيق ما لم ينفذ بعد من اتفاق الطائف ومنه الهيئة الوطنية المولجة البحث في سبل الإلغاء التدريجي للطائفية السياسية، التي نصت عليها المادة ٩٥ من الدستور، وذلك للعمل على إستئصال آفة الطائفية الذي تضرب الحياة الوطنية، وتعطل طموح الشباب في الوصول إلى دولة القانون والمؤسسات القائمة على العدالة والمساواة بين المواطنين، والتي تعتمد الشهادة العلمية والكفاءة في الوظائف العامة، بدل الهوية المذهبية، والزبائنية السياسية. ​​

أيها الحضور الكريم،

في هذا الشهر الفضيل، حيث تتجلى معاني الرحمة والكرم، نسأل الله أن يبارك جهود القائمين على دار الأيتام الإسلامية، وأن يجزيهم خير الجزاء على ما يقدمونه من رعاية وعناية، ولكل من وضع يده في يد اهل هذه الدار لنرسم البسمة ليس على وجوه أطفالنا وحسب، بل على محيا كلٍ اللبنانيين.

ونسأل الله أن يحفظ لنا بيروت، هذه المدينة الغالية، وأن يعيد إليها بهاءها وتألقها، وأن تبقى دائمًا المدينة العربية الرائدة في الفكر والثقافة، ومدينة العطاء والتسامح والإنسانية.

وفي الختام، نجدد العهد بأن نبقى دائمًا إلى جانب كل لبناني يؤمن بأن الدولة هي الملاذ الأول والأخير، وأن نعمل معًا من أجل مستقبل أكثر إشراقًا لأبنائنا، وأكثر استقرارًا لمجتمعنا، وأكثر ازدهارًا لوطننا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركات

You May Also Like

More From Author